لأنني امرأة في وجهي رَدّة وفي خُلقي بعض العُهدَة ولستَ بابن عمه فيرعى رَحمي وليس بجارك في البلد فيستحي منك، ولا آمَن أن يرى مني ما يكره فيطلقني، فيكون على من ذلك ما فيه. قال: قُومي بارك الله عليك، ادعي فلانة - لابنته الوُسْطَى - فدَعَتها، ثم قال لها مقالتَهُ لأختها، فأجابته بمثل جوابها وقالت: إني خرقاء، وليست بيدي صناعة، ولا من أن يرى مني ما يكره فيطلقني، فيكون عَلَى من ذلك ما تعلم، وليس بابن عمي فَيرْعى حقي، ولا جارك في البلد فَيْستَحييَك. قال: قومي بارك الله عليك، أدعى لي بُهَيْسَة - يريد الصُّغرى - فأُتي بها، فقال لها ما قال لهما، فقالت: أنت وذاك. قال: قد عرضت ذلك على أختيك فأَبتاه. فقالت: - ولم يذكر لهما مقالتيهما - لكنني والله الجميلة وجهاً الصّناع يداً، الرفيعة خُلقاً، الحسيبة أباً، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه بخير. فقال: بارك الله عليك. ثم خرج إلينا فقال: قد زوجتك يا حارث بُهَيْسَة بنت أوس. قال: قد قبلت. فأمر أمها أن تهيئها وتُصْلح من شأنها حتى إذا حُملت إلى زوجها، وبلغ بها حماه كانت حرب داحِسٍ والغَبْراء