ومما حدثوا عنه أن عائشة بنت طلحة وفدت على هشام بن عبد الملك فقال لهاما أوفدك؟ قالت حبست السماء مطر، ومنع السلطان الحق قال. إني سأعرفه حقك. ثم بعث إلى مشايخ بني أمية فقال: إن عائشة عندي فاسمروا عندي الليلة لليلة، فحضروا، فما تذاكروا شيئاً من أخبار العرب وأشعارها وأيامها إلا أفاضت معهم فيه، وما طلع نجم ولا أغار إلا سمته فقال لها هشام أما الأول فلا أنكره وأما النجوم فمن أين لك؟ قالت أخذتها عن خالتي عائشة. فأمر لها بمائة ألف درهم وردها إلى المدينة.
ودونك فاستمع حديث الحجاج عن نسائه، قال:
عندي أربع نسوة: هند بنت المهَلب. وهند بنت أسماء بن خارجة، وأم الجُلاس بنت عبد الرحمن بن أسَيد وأمة الرحمن بنت جرير بن عبد الله البُجلي. فأما ليلتي بنت المهلب فليلة فتى بين فتيان، يلعب ويلعبون، وأما ليلتي عند هند بنت أسماء فليلة ملك بين الملوك، وأما ليلتي عند أم الجلاس فليلة أعرابي مع أعراب في حديثهم وأشعارهم، وأما ليلتي عند أمة الرحمن بنت جرير فليلة عالم بين العلماء والفقهاء.
ومن حديث الذي نورده الآن عليك إلى أي مدى بلغت المرأة من رواية الشعر، والوقوف على مراميه، ونفاذ البديهة في اجتلابه وقت الحاجة إليه.