بلغ عاثمة بنت عاثم ثلب معاوية وعمرو بن العاص لبني هاشم. فقالت لأهل مكة:
أيها الناس! إن بني هاشم سادت فجادت، وملكت ومُلكت، وفضلت وفُضّلت واصطفت واصطفيت، ليس فيها كدر عيب، ولا إفك ريب، ولا خسروا طاغين؛ ولا خازين، ولا نادمين، ولا هم من المغضوب عليهم ولا الضالين.
لما ذهب صالح بن علي إلى الشام من قبل السفاح سيق إليه بني أمية وبناتهم، فلما دخل عليه تكلمت بنت لمروان فسلمت عليه بالخلافة. فقال: لست بالخليفة؛ ولكني عمه. فقالت يا عم أمير المؤمنين! حفظ الله من أمرك ما تحب أن يحفظه، وخصك في الأمور كلها بخواص كرامته. وعمك بالعافية المَجَللة في الدنيا والآخرة، نحن بناتك وبنات أخيك، فلْيَسَعْنا عدلك، فقال: إذاً لا يستبقي منكم آل البيت أحداً، رجلا ولا امرأة. ألم يقتل أبوك بالأمس أخي الإمام في محس حران؟ ألم يقتل هشام بن عبد الملك زيد بن علي وصلبه وأمر بقتل امرأته فقتلها يوسف ابن عمر صبراً؟ ألم يقتل الوليد بن يزيد يحيى بن زيد بخراسان وأحرق خشبته وجثته؟ فما الذي استبقيتم منا أهل البيت؟ قالت: قد ظفرتم فَلْيَسَعْنا عفوكم قال: أمّا هذا فنعم قد عفونا عنكم.
دخلت ليلى على الحجاج بن يوسف فسألها عن نسبها فانتسبت إليه. فقال لها يا ليلى ما أتى بك؟ فقالت: إخلاف النجوم، وقلة الغيوم وكَلَب البَرد وشدة الجهد وكنت لنا بعد الله الرفد فقال لها: صفي الفجاج.