صاحب إذاً بعلي! فقلت لها ... الغدر سيئ ليس من ضربي
ثنتان لا أدنو لوصلهما ... عرس الخليل وجارة الجَنب
أما الخليل فلست غادِرَهُ ... والجار أوصاني به ربي
وراح هؤلاء الخلعاء وأشباههم ينشدون من الأحاديث المبذولة ما يُروّض المرأة الآبية ويستنزل النفوس الرفيعة. وقد حدّثوا أن مطيع بم إياس مرّ بيحيى بن زياد وحماد الراوية وهما يتحدثان فقال لهما فيم أنتما؟ قالا في قذف المحْصنات! قال: أو بقيت في الأرض محصَنة فتقذفها؟! فهل هناك إغراء بالحرائر أشدّ وأشنع من اتهامهنّ جميعاً أعراضهنّ.
ومن الشنع المهلكة للفضيلة المغرية بالرذيلة تلك المقطعات التي تحدّث فيها الشعراء بأحاديث التمرّد على العفاف وأرسلوها مؤنثة اللفظ سهلة المأخذ فتلقفها المغنون والمغنيات وأنشئوا يردّدونها في المجامع والأندية وبين الستور والخدور، ومما هو شبيه بذلك قول بشار:
عجبت فطيمة من نعتي لها ... هل يجيد النعت مكفوف البصر