للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفضح الوردَ ما حوى منه خدٌّ ... وكذا الثغر فاضح للآلى

ما ترى في دخوله بعد إذن ... أو تراه لعارض في انفصال

ومن شعرها:

سلام يُفَتح زهر الكما ... م وينطق بالشدو ورق الغصون

على نازح قد ثوى في الحشا ... وإن كان تحرم منه الجفون

فلا تحسبوا العبد ينساكم ... فذلك والله ما لا يكون

ومما نسب إليها:

أغار عليك من عيني رقيبي ... ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني خبأتك في عيوني ... إلى يوم القيامة ما كفاني

وعلى سنن ما أسلفت لك سارت المرأة الأندلسية بعد القرن السادس جامحة النفس مخلوعة العذار، ووهنت منه قوة الدين وخفر الحياء، وهدمت ركن البيت ومزقت آصرة الأسرة، وهي الغارس والأمة الغَرس، والباني والأمة البناء، فإذا صرفها اللهو واللعب عما وكلها الله به من حياطة خَلقه ورعاية حقه فما هي إلا نهلة بعد نهلة حتى ينتقض البناء، ويستحكم البلاء وترتفع صيحة القضاء، وتعصف عاصفة الفناء (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً) وكذلك حقت كلمة الله على أهل الأندلس حين ائتمنهم الله على أرضه فلم يرعوا أمانته، واسترعاهم دينه فلم يوفوه رعايته، وأحلهم دار النعمة فأبطرتهم، وسوغ لهم صبابة الأمل فأسكرتهم، وكان ما أصابهم عبر العبر ومُثلةَ المُثلات، فقد ظهر عليهم العدو المستبيح فمرّق رجالهم واستعبد نساءهم وصرع بين أعينهم أطفالهم:

فلو تراهم حيارى لا دليل لهم ... عليهم من ثياب الذل ألوان

ولو رأيت نساهم عند بيعهم ... لهالك الأمر واستهوتك أحزان

<<  <  ج: ص:  >  >>