لها الحق أن تختاره! قال أبو الفرج: وكان النساء أو بعضهن يطلقن الرجال في الجاهلية.
ولم يكن النساء يومذاك في حاجة إلى المصارحة بالطلاق، بل كان حسب البدويات منهن أن يحوّلن أبواب أخبيتهن إن كانت إلى الشرق فإلى الغرب. أو كانت إلى الجنوب فإلى الشمال.
كذلك طلقت ماويّة بنت عَفْرَ زوجها حاتماً حين أمعن به جنون الكرم فلم يُبق لأبنائه ما يتبلغون به.
وفي سبيل ذلك أرسل إليها قصيدته التي استهلَّها بقوله:
هل الدهرُ إلا اليوم أو أمْس أو غدُ ... كذلك الزمان بيننا يتردد
وفيها يقول:
فأقسمت لا أمشي على سر جارتي ... مدى الدهر ما دام الحمام يُغَرّد
ولا أشتري مالاً بغدر علمته ... ألا كلُّ مال خالط الغدر أنكَدُ
إذا كان بعض المال ربّاً لأهله ... فإني بحمد الله مالي مَعْبَدُ
يُفَكُّ به العاني ويؤكل طيباً ... ويعطي إذا منَّ البخيل المُطَرَّدُ
إذا ما البخيل الْخب أخمد ناره ... أقول لمن يصلي بنارِيَ أوْقِدُوا
ولهن - إذا لم يكنَّ ذوات أخيه - أساليب يدللن بها الرجال على الطلاق، فليس لهم عليهن من سبيل.
قال أبو هلال: وكانت عَمْرَة بنت سعد، ومارية بنت الْجُعيد العبدية وعاتكة بنت مُرَّة السُّلَمِيَّة، وفاطمة بنت الخُرْشُب الأنمارية، والسَّوَّاءُ العنزية