يا رب إني من عبيدي على ... جمر الغضا ما فيهم من نجيب
إما جهول أبلهٌ متعبٌ ... أو فطن من كيده لا يجيب
لزينب المُرية:
يا أيها الراكب الغادي لِطِيتَّه ... عرج أنبيك عن بعض الذي أجد
ما عالج الناس من وجد تضمنهم ... إلا ووجدي به فوق الذي وجدوا
حسبي رضاه وأني في مسرته ... وودّه آخرَ الأيام أجتهد
دعا أمير المؤمنين الناصر بحَجَّامه ليفصده، واتخذت لذلك الأهبة في البهو الكبير من قصر الزهراء، فحين تقدم الحجام من سيده أطل عليه زرزور من حديقة القصر فتغنى بهذين البيتين:
أيها الفاصد رفقاً ... بأمير المؤمنينا
إنما تفصد عرقاً ... فيه محيا العالمينا
فنظر الناصر إلى الطائر وأصغى إليه وقد ملكه العجب والإعجاب وسألا عمن أوحى إليه ذلك الوحي البديع فقيل إنها السيدة الجليلة مرجانة زوج أمير المؤمنين وأم ولي عهده فضوعف سروره وإعجابه.
أما بعد فتلك طائفة من الأدب النسوي بالأندلس؛ وهو على ما به من ظرف ورقة لم يبلغ مبلغ نظيره في العراق، لأن هذا كان يغذيه طبع المرأة العربية في البادية، والجارية الفارسية في الحضر، ولكليهما منحى يستخف النفوس والأرواح، فالمرأة البدوية كانت كأفضل النساء صفاءٍ في الطبع، ونقاءً في النفس، وسموّاً في الخاطر وجلالا في الغرض، وروعة في الأسلوب، وكانت الجارية الفارسية على