واليوم يقف التعليم الفرنسي في بلاد المغرب الأقصى قبالة التعليم الديني، ولكل من التعليمين خصوم وأشياع. وقد بث الفرنسيون مدارسهم في عامة مدن المغرب الأقصى فأقبل عليها المحدثون إقبالا عظيما وصارعت اللغتان الفرنسية والأسبانية اللغة العربية في المدن الساحلية حتى إنك تطوف بأرجاء طنجة فلا تكاد تسمع كلمة عربية خالصة من رجل أو امرأة:
واليوم تجد في تلك البلاد طائفة ظاهرة من النسوة اللاتي تخرجن في العلوم الدينية وأخرى من اللواتي تخرجن في المدارس الفرنسية.
ومن الطائفة الأولى:
السيدة الشريفة فاطمة الزهراء ابنة السيد محمد بن أحمد الإدريسي.
تحفظ القرآن بقراءاته، وتحفظ كثير من كتب الفقه والحديث، ولها فوق ذلك صلة بالعلوم العصرية، ولم تبارح دار أبيها قط، وتخرجت على أبيها وجدّها.
السيدة عائشة الشنقيطية:
تخرجت في شنقيط، وانتقلت إلى مراكش، ولها بها منزلة طيبة ومقام محمود وقد
برعت في العلوم الدينية والعربية وحفظت سبعمائة حديث وأخرجت بعض الكتب والرسائل.
ومن الطائفة الثانية:
السيدة زينب الغرنيطية:
من سلالة أندلسية، تخرجت في المدرسة الفرنسية بفاس، وعنيت بدراسة