الأدب العربي، وتكتب إلى جريدة الشهاب بالجزائر مقالات طيبة في الأخلاق، والاجتماع.
السيدة خديجة المرينية:
من أهل الرباط، تخرجت في مدرستها الحكومية وأقبلت على دراسة الأدب العربي حتى تسامت فيه، ولها كتاب في التدبير المنزلي ولعل لها غيره من المؤلفات.
ولا نحاول هنا أن نستقصي الطبقة الظاهرة من متعلمات المغرب، فحسبنا أن ندل عليها بهؤلاء. على أننا نقول: إن الفصل الحاسم بين العلوم الدينية والمدنية وفصم الأواصر بينهما ليس من شأنه أن يخرج المرأة الصالحة للحياة. فكل ما رُكب في المرأة من عاصفة متوثبة ووجدان متأثر وحس دقيق إنما ينزع إلى الدين ويسعى إليه ويستنير به، الدين وحده عصمة المرأة ومنار وجدانها، ومثار الحنان والرحمة والبر في نفسها، ومعقد الشرف والأمانة من خلقها. فإذا فصمت ما بينها وبينه من عروة وسددت ما بينهما من طريق، فقد سلبت منها الجُنَّةَ الواقية وأوردتها المورد الوبيء، وقد عرف ذلك الإفرنج فطبعوا البنت منذ حداثتها الأولى على غرار الدين وجعلوه مستقى خلقها ومصدر قوتها ومشكاة حياتها سواء في ذلك أغنياؤهم وفقراؤهم وأشرفهم ودهماؤهم. وأي حصانة للمرأة أقوى من أن تراقب الله وتستمع قوله وتتلو آيته، وتمثل في الصلاة بين يديه، وتمتلئ مشاعرها بذكر جلاله وعزته، وناره وجنته، وما يظفر البررة الأخبارية من قربه ومحبته.
وإن من أوهن الرأي أن نحاول إصلاح البنت بقطع ما بينها وبين أمهاتها السالفات من سُنن وعادات، وندخلها في غمار فئات من النساء ليس لها ما لهنّ من طبع وتكوين، فإنك بذلك تخرج المرأة الحائرة الثائرة المتمردة التي تزدري الماضي ويزدريها المستقبل، فهي هابطة بين القريتين، لا شرقية ولا غربية، وليس