للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما لقد نشبت الحرب بين أعظم شعوب العرب - عدنان وقحطان - حتى انقلب بها ميزان القوة، واستحالت لها مقادة الملك للطمة أصابت امرأة من زوجها.

ذلك أن ملوك اليمن لهم سيادة العرب جميعاً. وكانوا يرسلون ولاتهم وعمالهم يجمعون لهم الأتاوى، ويرهقون العرب في سبيلها إرهاقاً لا يطاق، وكانت ربيعة قد انتقضت على اليمن فرماها الملك بوالٍ عتيد شديد هو لَبيد بن عَنْبَسةَ الغَسّاني فأقام فيهم وتزوّج امرأة منهم يقال لها عَمْرة بنت الحَباب التَّغلبية فبينما هو يحدثها ذات يوم قال لها: ما بال كليب - عظيم ربيعة - ينصر مُضر ويتهدد الملوك؟ قالت: لا أعلم في ولد إسماعيل ذا لِبْدة هو أشد منه! فهاج ذلك القول لبيداً حتى عمد إليها فلطمها وقال لها: أترين أنك حرة؟ أنت أمَتي فاقبلي ما يأتيك منا معشر الملوك. قالت: أنا أكرم منك. ثم خرجت مُغْضَبَة حتى انتهت إلى كليب وهي تقول:

ما كنت أحسب والحوادث جمة ... أنا عبيد الحي من غَسان

حتى علتني من لبيد لطمة ... سُجرت لها من حَرها العينان

إن ترض تغْلب وائل بفعالهم ... تكن الأذلة عند كل رهان

لولا الوجيهة قطَّعتني بكرةٌ ... جرباء مُشْعَلة من القطران

فلما سمعها كليب خرج حتى هتك على لبيد قُبّته، وصدع بالسيف هامته، وهنا لك ساقت اليمن جحافلها، وجمعت مضر وربيعة جموعها، وقاد الأولين عمر من بابل

اللخْمي، ورَأَس الآخرين كليب بن ربيعة التغلبي، واقتتل الفريقان

<<  <  ج: ص:  >  >>