الرمضاء وهو يطفئ الحر وينقع غُلة الجسم. فأما بلوغ ذلك فقد يعقبه كثير من الأذى.
وأما المبيت مئقاً فأن يقضي الطفل ليلة مُغْضَباً أو حزيناً. وفي ذلك أمن التأثير على نوم الطفل وذات نفسه ما فيه وليس هنالك أزكى لنفس الطفل وأنهض بعقله وأصفى لدمه وجسمه من أن يكون مبتهجاً في نومه ويقظته.
وأما النوم تئداً فأن ينام على موضع نكد لصلابته أو استقذاره ولكليهما تأثير قوىٌّ شديد في عظام ونمائه واتجاه صحته.
وأما الهُدبِد فالَّلبن المتكَبد الذي لان بعضه وجف بعضه وذلك إما لقرب انقطاعه وإما لحالة نفسية أو جثمانية أصابت الأم. وذلك لعمرك السم النقيع يتناوله الطفل فَيذْوِي وينحل جسمه وليس وراء ذلك ألاّ الموت أو الحياة على شر من الموت.
وأما الرئة والكبد فكل منهما يحتاج في هضمه إلى لُعاب الأسنان فإذا لم يستوف طعامها ذلك اللعاب وَخِماً ثقيلاً لا تملك المعدة أن تتخذ منه نصيبها من الفائدة فيستحيل إلى إسهال شديد يعقبه ضعف شديد.
لذلك كله لم يكن بدعاً أن يمتدح أبو كبير الهذلي بعض رفاقه ببعض تلك الحالات ثم ينسب إليها قوته وصلابة عوده وبعد همته. فذلك حيث يقول:
ومُبرإ من كل غُبَّر حَيْضةٍ ... إفساد مرضعة وداءِ مُغيلِ