أصابهمُ الدهر الخَتُورُ بختْرِهِ ... ومن لا يقِ الله الحوادث يَعثُرِ
فخرج من عندها ينتفض كالمحموم لفعل الصوت به، ونفاذ الإيقاع في نفسه، حتى عثر بخالد فقتله.
على أن الغناء من حيث هو فنٌ ومرتزق لم يكن في شيء من نساءِ العرب. بل كان صناعة موقوفة على القَيان، وهن اللواتي يُجْتَلَبْن من أطراف بلاد الفرس والروم. وأول من شد بالغناء في زعم العرب قيْنتان لمعاوية بن بكر أحد العماليق الأول تدعيان بالجرادتين ثم ذاع الغناء على أثرهما بين القيان لأنهن كن يغنين الشعر العربي بالألحان الفارسية واليونانية فيكون له في أسماع العرب تأثير لا يناله الوصف.
وفي أولئك القيان ومجالس غِنائهن عمرو بن الإطْنابة ملك الحجاز:
علِّلاني وعللا صاحبيا ... واسقياني من المُروَّق ريَّا
إن فينا القيان يعزفن بالدّف ... لفتياننا وعيشا رخيَّا
يتبارين في النعيم ويصببُن ... خِلاَلَ القرون مسكاً ذكيا
إنما هَمُّهن أن يتحلين ... سموطا وسُنْبُلاً فارسيا
من سُمُوط المَرْجَانِ بالدُّر ... فأحسن بِحَلْيهنّ حُليَّا
د - إلى كل ذلك تقوم المرأة بأمر البيت، وما إليه من إعداد المطاعم، ورعاية الخيل، وهنئ الإبل.