للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد انبلج صبح الإسلام على كرائم حسيبات رافقن الغزاة الفاتحين مسعفات آسيات فكن في المحل الأمكن من نفوس المسلمين جميعاً. ولنا إليهن عودة في الكلام على المرأة المسلمة إن شاء الله.

ب - غزل أصواف الغنم وأوبار الإبل. وذلك مُسْلاَتُهُنَّ وأداة لهوهن. ومن أمثالهن في ذلك: نعْم لَهْوُ الحُرَّة المغْزَل.

ج - الضرب على المعَازف من دفوف وطبول وصنوج ومزاهر ومزامير وطنابير وأشباهها. بذلك كن يلهون في أفنيتهن أيام مواسمهن ومجامعهن وبذلك كن يخرجن مبتهجات لملاقاة بطل مظفر أو عند نبوغ شاعر مبين. وقد خرج

نساءُ بني النجار وولائدْهنّ للقاءِ النبي صلى الله عليه وسلم عازفات على المزاهر صادحات متغنيات.

وممن برع في الغناء ماوّية ابنة عَفزر إحدى ملكات الحيرة وهي التي زوجت نفسها فيما بعد من حاتم الطائي. وكانت على سموّ مكانها تتلقى فتيان العرب فيفضون إليها بأشعارهم فتوَقَّعه إليهم بصوت يميد بأجسامهم ويهز ما ضّمت عليه صدورهم.

ومما ذكروا أن الحارث بن ظالم أساء إليه خالد بن جعفر بين يدي النعمان فخرج يهدرُ غضباً حتى انتهى إلى ماوية فاقترح عليها أن تغني هذه الأبيات:

تعلَّم أَبَيْتَ الَّلعْنَ إني فاتك ... من اليوم أومِنْ بعده يا ابن جعفر

أخَالِدُ قد نبهتني غير نائم ... فلا تأمَننْ فتكي يَدَ اَلَدهر واحذر

<<  <  ج: ص:  >  >>