للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق

إلى آخر الأبيات التي أسلفناها في يوم تحلاق اللمم. ويقلن أيضاً:

وَيْهاً بنى عبد الدار ... وَيْهاً حُمَاة الديار

ضربا بكل بَتَّار

فكان ذلك أشد عليهم من فتكات السيوف. فانقلبوا يقاتلون المسلمين حتى ظفروا بهم.

لم يكن كله جهد ما بلغته المرأة في مواطن القتال، ومجالات النزال، بل لقد اقتحمت الطريق إلى أقصى مداه فقادت الجحافل، وهتكت المعاقل، ونالت من مهج الأبطال كل منال.

فقد عَبَرت طيء دهراً طويلاً تفيء في غزواتها إلى امرأة منهم يقال لها رَقَاش يعتزون بقوتها، ويستضيئون برأيها، ويطالعون النجح من خفقة سيفها، ووميض عزيمتها.

تلك طيء بيضة اليمن، وعرين البواسل، ومربض القادة الكماة، والذادة الحماة، ومثار الكرم والبيان، والحرب والعَوَان، عقدت ألويتها على امرأة منهم فملكت بها رقاب أياد، وخلعت قلوب من سواهم.

أما بعد فذلك عمل المرأة في بيتها، وبين عشيرتها، وفي مادة الحياة ومعناها. أفلا ترها في عامة ما تقصده وتعمد إليه مَفَيض الخير، ومعين الأمل، وعتاد البيت، وَعِماد البلاد؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>