أو يسمع قولها بين مستجر القنا وتحت ظلال السيوف: ألا إن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء.
ويسمع قول حُكيم بن عمرو العبدي:
فإن لم تنالوا نيلكم بسيوفكم ... فكونوا نساء في المُلاءِ المُخَلَّق
أي جبان أُمة يستمع هذا القول وأشباهه من بين شفاه النساء فلا يترشف الدماء، كما يترشف الظماء برد الماء.
ولما خرجت قريش إلى أحد لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معهن نساؤهم يحملون الدفوف ويبكين على أصواتها المشجيات قتلى بدر فيوقدن بذلك نار الثأر في قلوب الرجال.
ثم لما التقى الجيشان خاض المسلمون في أحشاء قريش، فانخلعت شُعيب قلوبهم وانحلت عُقد صفوفهم، وطرح لواؤهم تحت أقدامهم، فلم يقدم رجل على حمله، حتى كانت عَمْرة بنت علقمة هي التي أخذته فرفعته. فاجتمعت قريش حولها وهنالك أخذت هند بنت عتبة ومن حولها من نساء قومها يتغنين بالمُقيم المُقعد من الشعر. وكان من غنائهن: