للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلقد حدثوا أن هند ابنة عتبة، والخنساء بنت عمرو بن الشريد، تلاقتا هنالك، فتذكرتا مصيبتهما، وكانت الأولى قد قتل عنها أبوها وعمها وأخوها يوم بدر. ومات عن الثانية أبوها وأخوها، وادّعت كل واحدة أنها أوجع مصاباً، وأَحَرُّ كبداً من أختها ولكي تفي كل بدليلها جاءَت بأبرع الشعر وأروعه في وصف مصابها، وجُهد ما فعل بها وبقومها. ثم انصرفتا وقد جاش بالناس الحزن، وتملكهم الإعجاب.

وما كانت الخنساء ولا صاحبتها بالتي ينكرها أحد من العرب، فهما جميعاً في المكان الأرفع من زكاء الحسب، وسناء المنزلة.

تقول العرب في أمثالها: ما يوم حليمةَ بِسّر. فَمْن حليمة وما يومها؟

<<  <  ج: ص:  >  >>