فيزرع في الحولة وهو قليل الشأن. ومن حبوب الفصيلة القرنية الشائعة ما
تُعلفه الماشية كالبيقية والجلبان والكرسنة والحلبة. ومن الكلإ الفصفصة وهي ذائعة في الأماكن التي تسقى.
البقول: لا تعيش أكثر الخضر والأبازير بلا ري في أقاليم الشام كافةً ولهذا يستدل من وجودها في أرض على كونها مما يمكن إسقاؤه. وأنواع الخضر التي تزرع كثيرة جداً وكلها تستهلك في القطر.
الزروع الصناعية: أشهرها القنب والقطن والسمسم. أما الكتان والنيلة والحناء والخشخاش والخروع فليست ذات بال في الشام. فالقنب يزرع في الغوطة وفي حلب، لكنه في الغوطة أعظم شأناً، إذ تقدر فيها مساحة الأرض التي تزرع قنباً بنحو ألف هكتار في كل سنة، أما في حلب فقلما تزيد على مائتي هكتار. وزراعة القنب رابحة لأسباب شتى أهمها كون هذا النبات لا يتطلب عنايات غير التعطين بعد قلعه، وكونه في مأمن من الأمراض والحشرات حتى إن الماشية لا تأكل ورقه. وقد ألف إقليم الغوطة الوسطى وصار من زروعها الأساسية التي لا يرجح عليها سوى أشجار الفولكه. ومن الغلط الفاحش أن يقوم بعضهم فيبحث في استبدال القطن به، لأن للقطن أقاليم غير إقليم الغوطة، ولأنه تصيبه عاهات لا تصيب القنب. هذا عدا العنايات التي تستلزمها زراعة القطن مما لا لزوم له في زرع القنب.
القطن: يمكن زرع القطن بلا ري في الشمال كمنطقة إدلب ودانة وريحا حيث قدر ما ينتج منه سنة ١٩٢٣ بنحو ١٣٠٠٠ بالة. وقد علمت أنه نتج هنالك وفي باقي المناطق التي يزرع القطن فيها نحو ١٥٠٠٠ بالة في سنة ١٩٢٥. ولكن للقطن الذي ينتج في البعل من أرض منطقة إدلب شعر غليظ مجعد وهو لا يصلح إلا للمنسوجات الغليظة، ولهذا لا يباع إلا بنحو نصف ثمن القطن المصري عادة. أما الأقطان المصرية فلا تنجب إلا في الأرض التي تسقى.
السمسم: زرع السمسم شائع في فلسطين وعجلون ولا سيما مرج ابن عامر حيث ينجب في ألأرض البعل كالذرة البيضاء. ويزرع منه قليل في الغوطة ووادي العجم وهناك يكون زرعاً مسقياً. والغاية من زرعه استخراج زيت الشيرج المعروف من بزوره وتتكون أثناء عصر هذه البزور مادة الطحينة المعلومة.