٣٠ أمريكية وإنكليزية وإسكتلندية ايرلندية وألمانية ودنمركية ومورافقية وأسوجية. ويقوم بأكثرها أفراد أو مدينة أو جماعة صغيرة، وأعمالها غالباً محصورة في العواصم كالقدس وبيروت ودمشق أو بعض المدن والقرى كيافا وحيفا والناصرة وبيت لحم والخليل ورام الله وصفد والشويفات وبرامانا وبيت مري والشوير وشملان وبعلبك والنبك ودير عطية وغيرها. وليس بين كل هذه الإرساليات سوى إرساليتين عموميتين كبيرتين لهما طائفة منظمة بمجامع وقوانين وميزانية ومالية مستقلة عن ميزانية الإرسالية، والأولى أمريكية قسوسية في الشمال، والثانية إنكليزية أسقفية في الجنوب.
إرسالية الشمال أمريكية قسوسية أسست سنة ١٨١٠. وفي سنة ١٨٢١ نزل أول مرسليها من ميناء يافا وشرعت بعملها في القدس وجوارها، ولكن قضت الأحوال
أن ينحصر عملها في الجزء الواقع شمالي رأس الناقورة، وقام مرسلوها بمبادئ الإرساليات البروتستاتية بكل أمانة ونشاط وكان لهم اليد الطولى وفضل السبق في نشر العلم والمدنية لا بما عملوه فقط بل بتحريض غيرهم أيضاً.
ودائرة عمل إرسالية الجنوب من رأس الناقورة شمالاً إلى حدود مصر جنوباً، وهي إنكليزية أسقفية أعضاؤها من كنيسة إنكلترا المثبتة. أسست في لندن في ١٢نيسان سنة ١٨٩٩ وأسمها جمعية المرسلين الكنسية ويعبر عنها بالأحرف وللإحاطة بعمل إرسالية فلسطين لا بد من ذكر لمحة من تاريخ الأسقفية الإنكليزية فيها. وفي سنة ١٨٤١ أسست أسقفية أنكليكانية في القدس بالاشتراك مع بروسيا. وكان من مبادئ المرسلين الأولية أن لا يشقوا من الطوائف الأخرى المسيحية طائفة بروتستانتية وخصوصاً من طائفة الروم الأرثوذكس التي يعتبرونها أم الكنائس. بل قصدوا أن يعملوا بالاتفاق مع رؤسائها لإنعاش المسيحية من الغفلة التي استولت على معظم مسيحيي الشرق. ولكن مقاومة هؤلاء الرؤساء وهيجهم طوائفهم على المرسلين وعلى كل من يقترب منهم، اضطرتهم بعد تردد طويل إلى تأليف طوائف. وقدان بالمذهب البروتستانتي من كل الطبقات، وارتقى كثيرون من أولاد الفقراء والفلاحين إلى أسمى ما يمكن الوصول إليه من المراتب. على أن تأثير المرسلين