لم يقتصر على العدد القليل من البروتستانت العرب، بل عم القطر بل هم كانوا من أول عوامل الرقي.
أن لكل من الإرساليات المذكورة عمالاً وأفراداً متعلقين بها وعددهم بحسب سعة عملها. ولكن للإرساليتين السابقتين فقط طوائف بروتستانتية منظمة بجامع وقوانين وميزانية مستقلة عن ميزانية الإرسالية كما مر.
ليس لطائفة البروتستانت العرب كما مر قسوسية مشيخية، وليس لها كتاب صلاة تجري بموجبه عبادة الجماعة سوى بعض إرشادات مطبوعة ضرورية لإرشاد
القسيس في بعض الواجبات وهو مع ذلك غير مقيد بها. وتستعمل كتاب ترتيل فيه الآن ٤٣٢ ترتيلة بأنغام مختلفة غربية وبعض أنغام شرقية، وإنما العلامات الموسيقية كلها غربية. وهذا الكتاب مشترك بين سورية وفلسطين ومستعمل للعبادة في الكنيستين.
وعدد نفوس الإنجيليين في لبنان ١٠ آلاف نفس. بقي الكنائس الأخرى غير الميخية منها كنيسة الفرندس في برمانا ورأس المتن والكنيسة المعمدانية في راشيا الوادي وجوارها والكنيسة الإنجيلية في دمشق للكنيسة المشيخية الاسكوتلاندية والكنائس الإنجيلية في جهات القلمون وهي تابعة للإرسالية الدنمركية ولها عدة مراكز في النبك ودير عطية ويبرود وصدد وغيرها.
أما طائفة البروتستانت العربية في فلسطين فهي أسقفية انكليكانية تجري عبادتها بموجب كتاب الصلاة العامة المترجم عن الإنكليزية مع عقائد الدين التسع والثلاثين وكتاب الترتيل المشترك مع كنيسة سورية. رسم أول قسوسها الوطنيين سنة ١٨٧١ في الناصرة وكان طائفة الناصرة في مقدمة كنائس فلسطين في إقامة الأوقات والسعي نحو الاستقلال وكان أحد أفرادها عودة عزام المستوطن القدس في الربع الثالث من القرن الماضي وقف أملاكه كلها لكنيسة القدس وأصبحت الآن ذات قيمة كبيرة. وتبعه غيره في الوقف على الكنائس. ويبلغ مجموه البروتستانت في فلسطين وشرقي الأردن نحو ثمانية آلاف إنسان.
وبعد فإن في العالم أجمع الآن حركتين متضادتين نعبر عنهما بالجذب والدفع، فبينما أنت ترى الشعوب تتحرك بدفع بعضها عن بعض فتتألف