البابية ووجوب قتلهم. لكن الوالي اكتفى بقطع العصب الكعبري من كعابهم وسجنهم. وجيء بالباب من بوشهر ١٩رمضان سمة ١٢٦١ وأنزل في دار أبيه ريثما يهدأ روعة، ثم استقدمه الوالي سراً وبعد المفاوضة تظاهر الوالي بأنه اقتنع بصحة دعوة الباب وجعل هذا في قصره، ثم عقد له مجلساً لمناظرته فأفتوا بكفره فلم يسع الوالي إلا أن أشار بضربه على رجليه فلما استغاث أو عزوا إليه أن يصعد المنبر ويعلن توبته ففعل. وظهر الوباء في شيراز واختلت أحوال
فارس فبعث والي أصفهان يستدعي الباب إليه، فلما رأى والي شيراز ذلك نفى جميع أصحاب الباب من ولايته، ولما حمل الباب إلى والي أصفهان أوعز هذا بأن يحسن القوم استقباله فاستقبلوه، ثم عقد له مجلس المناظرة فأفتى العلماء بقتله، فاعتذر الوالي عن تنفيذ فتواهم، وخبأه في قصره مطلقاً له حرية التأليف والكتابة وبقي في داره حتى قتل الوالي وخلفه في الحكم ابن أخيه، فطالع هذا رجال عاصمة الملك بالأمر، فأمروا بنفيه إلى أذربجان فحبس في قلعة جهريق ثم قلعة ماكو.
وبث الباب دعلته وساعده المحيط واختلال الأمن في كثير من الولايات، فاشتد دعائه في بث دعونه فلقيت قبولاً من بعض الناس، وفي مقدمة أتباعه الملا حسين بشرويه الملقب بباب الأبواب في خراسان، والثاني الملا محمد علي البارفروشي بمازندران والثالثة امرأة من قزوين اسمها زرين تاج من عائلة عريقة في العلم وزوجة أحد المجتهدين وهي جميلة الصورة جميلة الأدب، تحفظ القرآن وتعرف تفسيره وأسراره، فاقتنعن بصحة دعوة الباب، ولم تلبث أن دعت إليه سراً وجهراً وإن لم تجتمع به، فمال الناس إلى مواعظها وفتنتهم بفصاحتها وجمالها وجميل شعرها، وقد حسرت نقابها ولقبت بقرة العين، ثم خرجت إلى خراسان فالتقت في رشت بالبارفروشي أحد الدعاة ومعه جند من البابية فبعثا منادياً ينادي عجلوا أيها الناس فقد ظاهر الإمام المنتظر فنصبوا منبراً ووقفت قرة العين سافرة وحثت الناس على الاعتقاد بالباب فآمن بعضهم وأنكر الآخر، ثم انتقلت على هودج إلى مازندران والناس يتبعونها، وأخذت تطوف القرى تبشر بدعوة الباب فقبضت عليها الحكومة وخنقتها وأحرقتها.