للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله. هذا وكان في جملة أولئك الفرار خالد بن الوليد سيف الله وعن رأيه رجع الجيش.

وكان للنساء يد طولى في نصرة العرب. فقد تطوع أبو سفيان بن حرب في حرب الشام وكانت له تجارات وأملاك في الجاهلية، وله قرية في البلقاء اسمها نقنّس. وكان شيخ مكة بل شيخ تجار قريش ورئيسهم، ومن أعظم أهل الرأي والمكانة فيهم، وهو كابنه معاوية من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامهما، وقد حارب الرسول كثيرا وقال له الرسول يوم أسلم في فتح مكة سنة ثمان للهجرة: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن. وجاء الشام في الإسلام في مشيخة من قريش يحارب تحت راية ابنه يزيد وكان له ولابنيه يزيد ومعاوية بل ولجماعة من أسرته بل للنساء منهن اليد الطولى والكعب المعلى في فتح الشام.

ومما قاله أبو سفيان للنساء اللاتي مع المسلمين، وكان كثير من المهاجرات حضرن يومئذ مع أزواجهن وأبنائهن، وقد أجلسهن خلف صفوف المسلمين فأمر بالحجارة فألقيت بين أيديهن: لا يرجع إليكن أحد من المسلمين إلا رميتموه بهذه الحجارة وقلْتُن له: من يرجوكم بعد الفرار عن الإسلام وأهله وعن النساء وهم

أمام العدو. ولما حمي الوطيس واستقبل النساء سرعان من انهزم من المسلمين معهن بعمد البيوت أو عمد الفساطيط وأخذن يضربن وجوههم ويرمين بالحجارة ويقلن: أين عز الإسلام والأمهات والأزواج. ولقد قاتل بعض النساء بالفعل يوم اليرموك مثل جويرية ابنة أبي سفيان وكانت مع زوجها. قال البلاذري: وقاتل يوم اليرموك نساء المسلمين قتالا شديدا وفيهن هند بنت عتبة أم معاوية بن أبي سفيان. وقال الطبري: وقاتل نساء من نساء قريش يوم اليرموك بالسيوف حتى سابقن الرجال منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام.

وصف رومي العرب، وكان أسيرا في أيديهم فأفلت، وسأله هرقل عنهم فقال: أخبرني عن هؤلاء القوم، فقال: أحدثك كأنك تنظر إليهم فرسان بالنهار، رهبان بالليل، ما يأكلون في ذمتهم إلا بثمن،

<<  <  ج: ص:  >  >>