للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن القيم -رحمه الله-: «إنما يشتد افتقار العبد إلى العظة وهي الترغيب والترهيب إذا ضعفت إنابته وتذكره، وإلا فمتى قويت إنابته وتفكره، لم تشتد حاجته إلى التذكير والترغيب والترهيب، ولكن تكون الحاجة منه شديدة إلى معرفة الأمر والنهي.

والعظة يراد بها أمران: الأمر والنهي المقرونان بالرغبة والرهبة، ونفس الرغبة والرهبة، فالمنيب المتذكر شديد الحاجة إلى الأمر والنهي والمعرض الغافل شديد الحاجة إلى الترغيب والترهيب» (١).

٨ - في الترغيب والترهيب إدراك لمنافع الاستجابة ومضار المخالفة، وهذا أدعى للقبول وأعظم وقعًا في النفوس وأرسخ في التعلم وأدعى إلى الاستقامة من مجرد المعرفة، فحاجة الإنسان ومصلحته من سلوك معين تدعوه لتلبية الأمر وترك النهي.

٩ - في أسلوب الترغيب والترهيب ثراء تربوي، فهو يتيح للمربي التنويع في الأساليب التربوية، ويغنيه عن الأساليب التي قد تنفر الناشئ أو تتيح للمربي حصرها في حدود ضيقة جدًّا، فإن المسارعة إلى أساليب العقوبة البدنية مضرة بالابن والناشئ الصغير.

- يقول ابن خلدون في بيان أثر أساليب القهر والردع على الفرد؛ بل وعلى المجتمع في تحليل فريد سابق لزمانه: «الشدة على المتعلمين مضرة بهم وذلك بأن إرهاف الحد بالتأليم مضر بالتعليم سيما في أصاغر الولد لأنه من سوء


(١) ابن القيم محمد بن أبي بكر، الفوائد -بيروت- دار الكتب العلمية (١٣٩٣ هـ) (ص ٤٤٥).

<<  <   >  >>