للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عوده، ويقل إنتاجه، وإنها لعقيمة لا تثمر أو تزهر، فلا قيمة لها ولا نفع من وجودها فأولى أن تزول» (١).

إنه تمثيل حي وربط مباشر لحال المؤمن والكافر بشيء محسوس مشاهد تشاهده العيون كل يوم وتعانقه الأبصار كل لحظة فيوقظ في القلب إحساسه ويحرك مشاعره ليندفع في الطريق الصحيح طريق المؤمنين العاملين لأنه الطريق المحمود الممدوح، النافع المفيد، في الدنيا والآخرة، ويحاول بكل ما أوتي من قوة أن يبتعد عن طريق الزائغين الهالكين الذي يشبه شجرة لا نفع فيها ولا فائدة؛ بل كل ما فيها ضرر فالناس تنظر إليها نظرة ازدراء واحتقار وهي في النهاية مقطوعة لعدم نفعها وفائدتها، وبهذا يتربى المسلم من خلال هذا المثل على الخير وحبه وحب أهله والمسارعة إليه والمسابقة فيه ليدخل تحت هذا الثناء الذي ذكره الله للمؤمنين.

ولقد كثرت الأمثال في القرآن الكريم وجاءت على صور مختلفة وذلك لأجل تقريب البعيد، والترهيب من عمل من خلال تشبيهه وتمثيله بصورة تتقزز منها النفوس، ولتسلية النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن ذلك -الأمثال في القرآن- قوله -جل وعلا- {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا .. } [البقرة: ١٧].

وقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: ٢٦].


(١) صبيح، محمد أحمد جاد، التربية الإسلامية دراسة مقارنة، دار الجبيل بيروت (د. ت). (١/ ١٢٥ - ١٢٦).

<<  <   >  >>