٧ - القصة بعيدة الأثر، قليلة النسيان، تتمكن من المشاعر، وتأسر الأحاسيس، فيبقى أثرها وتهذيبها أكثر من بعض الأساليب التربوية الأخرى فإن الكلمات قد تنسى، ولكن الوقائع قلما تُنسى.
٨ - التربية بالقصة قابلة لشتى مجالات التربية في نفس الإنسان كما ورد استخدامها في القرآن لجميع أنواع التربية والتوجيه التي يشملها منهجه التربوي: تربية الروح، وتربية العقل، وتربية الجسم، والتوقيع على الخطوط المتقابلة في النفس، والتربية بالقدوة والتربية بالموعظة، فهي سجل حافل لجميع التوريدات (١).
٩ - في تدبر قصص القرآن استكشاف السنن الربانية، وهي من أهم ما تعلمه الإنسان وفيها خلاصة تجارب الأمم، ومجموع نتائج الأحداث، ومن تأمل هذه السنن الربانية أبصر ما لا يبصره غير المتأملين، وفيها ما يسر المؤمنين من التمكين والنصر لهم، والهلاك والعذاب للمكذبين، وفي القصص دعوة مباشرة وغير مباشرة.
١٠ - هذا الأسلوب شديد التأثير في المتلقي، يأخذ بتلابيب قلبه إلى هدف القصة، ويُسكن في القلب وحيَها، ومن هنا يتاح للمربي مجال لتثبيت أهدافه ومُثُلهِ.
يشير مدكور إلى أثر القصة فيقول: «والتربية بالقصة لون من التربية باستخدام الحدث، ولكنه حدث خارجي يقع لأشخاص غير قارئي القصة أو مستمعيها
(١) قطب، محمد (١٤٠٢ هـ). منهج التربية الإسلامية. -بيروت- دار الشروق (مج ١) (ص ١٩٤).