ومع ذلك فهو مؤثر في النفس كما لو كان يقع للقارئ أو المستمع ذاته، وهذا التأثير للقصة يقع عن طريقين اثنين في وقتٍ واحد:
أحدهما: هو المشاركة الوجدانية، فالمستمع أو المشاهد أو القارئ يتابع حركة الأشخاص في القصة ويتفاعل معهم فيفرح لفرحهم أو يحزن عليهم، أو يتشفى فيهم كما لو كانوا أحياء يتحركون أمامه.
أما الطريق الآخر: فربما كان يتم عن غير وعي كامل من الإنسان، ذلك أن قارئ القصة أو سامعها يضع نفسه أمام أشخاص القصة، ويظل طيلة القصة يعقد مقارنة خفية بينهم وبينه، فإنْ كانوا في موقف الرفعة والتميز تمنى لو كان في موقفهم، وإنْ كان في موقف يثير الازدراء والكراهية حمد لنفسه أنه ليس كذلك، وبهذا التأثير تثير القصة الانفعالات وتؤثر تأثيرًا توجيهيًّا بقدر ما تكون طريقة الأداء بليغة ومؤثرة والمواقف إنسانية» (١).