للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعاملاته، وكذلك ليتعلموا شمائله الكريمة، وصفاته الطيبة، وأخلاقه الحميدة، وسمته الحسن -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك سير أئمة الهدى ومصابيح الدجى من أصحابه الكرام وأنصاره على دينه -رضي الله عنهم- وكذلك سير أعلام وأئمة الإسلام وسير الصالحين وسير كل من له قدم صدق في نصرة دين الله وإعلاء كلمته في الأرض، وكذلك الاستماع إلى الدروس العلمية والمواعظ النافعة، والحرص كذلك على تعليمهم الأذكار الموظفة وإلى كل ما من شأنه النفع والإعانة على تربيتهم والأخذ بأيديهم إلى الصراط المستقيم وثباتهم عليه حتى يلقوا ربهم، ليعذروا بعد ذلك في أداء تلك الأمانة العظيمة والتي سيسألون عنها بين يدي جبار السموات والأرض، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده، وهي مسؤولة عنهم» (١)، وكذلك من أوجب الواجبات على الوالدين عمومًا وعلى الأب خصوصًا عدم تمكين الأبناء من المحرمات بأنواعها أو التساهل بحجة أنه ما يزال صغيرًا أو غير ذلك من الحجج الواهية.

يقول ابن القيم -رحمه الله-: «والصبي وإن لم يكن مكلفًا: فوليُّه مكلَّف، لا يحل له تمكينه من المحرَّم، فإنه يعتاده، ويعسر فطامه عنه» (٢).

وذلك تحقيقًا واستجابة لأمر ربنا القائل في محكم التنزيل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: ٦].


(١) متفق عليه، البخاري (٨٩٣)، ومسلم (١٨٢٩)
(٢) تحفة المودود بأحكام المولود (ص ١٦٢).

<<  <   >  >>