للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(والمريطاء) بميم مضمومة، ثم راء مفتوحة، ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، ثم طاء مهملة بالمد والقصر: (ما بين السرة إلى العانة)» (١).

ويؤيده أبو حيان فيقول: «ورفع الصوت يؤذي السامع ويقرع الصماخ بقوة، وربما يخرج الغشاء الذي هو داخل الأذن» (٢).

وبنحو قولهما يقول الشوكاني: «{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: ١٩] أَيِ: انْقُصْ مِنْهُ وَاخْفِضْهُ وَلَا تَتَكَلَّفْ رَفْعَهُ، فَإِنَّ الْجَهْرَ بِأَكْثَرَ مِنَ الْحَاجَةِ يُؤْذِي السَّامِعَ» (٣).

ومما سبق يتبين أن مفهوم غض الصوت عند أئمة التفسير هو: خفضه وانقاصه وتقليله عن الحد الزائد عما يألفه أهل الطباع السليمة والفطر السوية، وعدم الجهر به والتكلف في رفعه عن المألوف، ولا يرُفع إلا عند الحاجة وبالقدر الذي لا يؤذي السامعَ ولا يُنَفِّرُ الجليسَ، ولا يَخرُجُ عن مجلسه ومحيطه الذي هو فيه.

وأن خفض الصوت دلالة على أدب صاحبه وحسن خلقه مع من يخاطبه.

وحول هذا المعنى يقول ابن سعدي: «{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: ١٩] أدبًا مع الناس ومع الله» (٤).

وهذا ما عناه لقمان وقصده في موعظته لولده، أراد له التحلي بتمام الأدب مع


(١) تفسير القرطبي (جـ ١٤) (ص ٧١) بتصرف يسير، (٣/ ١٢١)، وينظر: المجموع شرح المهذب، للنووي، باب: الأذان، كتاب الصلاة.
(٢) أبو حيان (٧/ ١٨٩).
(٣) الشوكاني فتح القدير (١/ ١١٤٣).
(٤) ابن سعدي (٦/ ١٣٥٣).

<<  <   >  >>