للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو العتاهية:

إنَّ الشَّباب والفراغ والجدة … مفسدة للمرء أيّ مفسدة (١).

إذًا فلا بد من أمور:

أولاً - استشعار أن الدنيا مزرعة الآخرة، فكما تزرع اليوم تحصد غدًا، فالزرع الطيب ينبت بإذن الله ثمرًا طيبًا، والذي لا يزرع في وقت البذار، تأوه نادمًا يوم الحصاد.

- عن عبد الله بن وليد قال: سمعت عبد الرحمن بن حجيرة يحدث عن أبيه، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه كان يقول إذا قعد يُذَكِّر: «إِنكم في ممر من الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن زرع خيرًا فيوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرًّا فيوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع، لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، فإن أعطي خيرًا فالله أعطاه، ومن وقي شرًّا فالله وقاه، المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالسهم زيادة» (٢).


(١) أبو العتاهية هو: إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، أبو إسحاق، ولد في عين التمر سنة (١٣٠ هـ/ ٧٤٧ م)، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعًا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد، توفي أبو العتاهية في بغداد، اختلف في سنة وفاته فقيل: سنة (٢١٣ هـ)، وقيل غير ذلك.
كتاب «الموجز في الشعر العربي- الشاعر العراقي المعروف فالح الحجية»، وينظر: الموسوعة الحرة.
(٢) صفة الصفوة (١/ ١٥٤).

<<  <   >  >>