للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذرية عليهما وبالًا، وكان الحساب عليهما عسيرًا، قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)} [الصافات: ٢٤]، إنها مسؤولية عظيمة فليعدا للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا.

وفي «الصحيحين» عن عبد الله بن عمر (١) -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


(١) عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، ويكنى بأبي عبد الرحمن، صحابي جليل وابن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب وراوٍ للحديث وعالم من علماء الصحابة، لم يشهد بدرًا وأُحدًا لصغر سنِّه، وشارك في غزوة الخندق عندما سمح له النبي بذلك، وهو ابن خمسة عشر عامًا، وشارك في بيعة الرضوان، كان فقيهًا كريمًا حسن المعشر طيِّب القلب، لا يأكل إلا وعلى مائدته مسكين يشاركه الطعام. ولد قبل البعثة بعام. وكان أشبه ولد عمر بعمر. وأسلم عبد الله بن عمر بمكة مع أبيه، ولم يكن بلغ يومئذ، وكانت هجرته قبل هجرة أبيه. وقد أخرج البخاري وغيره عن نافع عن ابن عمر قال: عرضت على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني. روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمًا كثيرًا، وروى عنه عدد كبير من التابعين. قال الذهبي: لابن عمر في مسند بقي بن مخلد ألفان وستمائة وثلاثون حديثًا بالمكرر، واتفقا له على مائة وثمانية وستين حديثًا، وانفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثًا، ومسلم بأحد وثلاثين. سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٣٨). وكان -رضي الله عنه- طويلًا جسيمًا. سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٠٩). وصفه أبو نعيم بقوله: «الزاهد في الإمرة والمراتب، الراغب في القربة والمناقب، المتعبد المتهجد، المتتبع للأثر المتشدد، نزيل الحصباء والمساجد، طويل الرغباء في المشاهد، يعد نفسه في الدنيا غريبًا، ويرى كل ما هو آتٍ قريبًا، المستغفر التواب». الحلية (١/ ٢٩٢). عن سالم بن عبد الله: «مات أبي بمكة، ودفن بفخ سنة أربع وسبعين وهو ابن أربع وثمانين» سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٣١).
وللاستزادة، ينظر: سير أعلام النبلاء (١/ ٢٩٢)، (٣/ ٢٠٩)، (٣/ ٢٣١)، (٣/ ٢٣٨)، والطبقات الكبرى لابن سعد (جـ ٣ - ص ٢٦٥)، ومحض الصواب في فضائل أمير= =المؤمنين عمر بن الخطاب (جـ ١ - ص ١٣١)، وسيرة ابن هشام، والطبقات الكبرى لابن سعد (جـ ٤ - ص ١٣٣)، والبداية والنهاية لابن كثير (ت ٧٧٤ هـ)، وأسد الغابة في معرفة الصحابة (جـ ٣ - ص ٣٣٦).

<<  <   >  >>