للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد كان المسجد في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جامعًا لأداء العبادات ومقرًّا للدولة، وجامعةً للتعليم ومعهدًا لطلب العلم ونشر الدعوة في المجتمع ومركزًا للتربية ومركزًا للقضاء والفتوى، ودارًا للشورى وتبادل الآراء، ومنبرًا إعلاميًّا لإذاعة الأخبار وتبليغها، ومنزلًا للضيافة وإيواء الغرباء، ومكانًا لعقد الألوية وانطلاق الجيوش للجهاد في سبيل الله تعالى، ومنتدى للثقافة ونشر الوعي بين الناس، ومكانًا لاستقبال الوفود التي قصدت المدينة لمبايعة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- والدخول في دين الله أفواجًا معلنة الإذعان والانقياد والاستسلام لله تبارك وتعالى.

إلى غير ذلك من الوظائف الاجتماعية المختلفة.

وللمسجد أثر عظيم في بناء المجتمع الإسلامي وتوجيهه إلى ما فيه خير وسعادة أفراده في أمور الدين والدنيا، فقد أدى المسجد في الإسلام دورًا عظيمًا في التوجيه والإرشاد والدعوة وإصلاح البشر وتربيتهم، وتقوية الشعور الديني والحفاظ على الوحدة الإسلامية حقيقة ومظهرًا، والأمة المسلمة مؤهلة اليوم وفي كل يوم إذا ما عرفت كيف تعيد إلى هذا المنطلق قوته وتأثيره في قيادة وريادة البشرية قاطبة.

إن الوظيفة الحقيقية للمسجد في الإسلام، هي إعداد المسلم المتكامل البناء في خلقه وسلوكه وعمله وعبادته، في علاقته بربه وبنفسه وبأخيه المسلم وبالناس جميعًا، ووظيفة المسجد في صورتها الاجتماعية الشاملة هي أن يكون مركز إشعاع وتوجيه وتربية للناشئة خاصة ولجماعة المسلمين عامة، فالمسجد يكمل بناء المجتمع ويدعمه ويقوي أركانه ويعمق في نفوس الناشئة الإحساس

<<  <   >  >>