للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نشأ في عبادة الله» (١).

إن خير القلوب وأوعاها للخير ما لم يسبق الشر إليه، وأولى ما عني به الناصحون ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أبناء المؤمنين لكي يرسخ فيها، وقد حرص الإسلام على رعاية الناشئة رعاية منقطعة النظير، إيمانًا بأنهم رجال المستقبل وعدة الغد، فلا يجوز تركهم مشردين في الطرقات محرومين من نعمة المسجد الذي هو بيت الله، ومأوى المؤمن ومدرسته العملية، والناشئ إذا شبّ على شيء شاب عليه، ولقد كان الناشئة يأتون المسجد في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرعى شئونهم ويتلطف بهم، ولم يمنعهم من المساجد حتى إنه -صلى الله عليه وسلم- نزل من فوق المنبر في أثناء الخطبة لما رأى الحسن والحسين -رضي الله عنهما- وقبلهما، ثم عاد إلى خطبته، وحمل أمامة بنت ابنته زينب كذلك في المسجد.

وحديث أبي بكرة (٢) المشهور -رضي الله عنه- الذي جاء فيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان


(١) أخرجه البخاري في كتاب الجماعة والإمامة: باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد رقم (٦٢٩) (١/ ٢٣٤)، وفي كتاب الزكاة: باب الصدقة باليمين (رقم: ١٣٥٧) (٢/ ٥١٧)، وفي كتاب الزكاة: باب الصدقة باليمين (رقم: ١٣٥٧) (٢/ ٥١٧)، وفي كتاب الرقاق: باب البكاء من خشية الله (رقم: ٦١١٤) (٥/ ٢٣٧٧)، وفي كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة: باب فضل من ترك الفواحش (رقم: ٦٤٢١) (٦/ ٢٤٩٦)، ومسلم في كتاب الزكاة: باب فضل إخفاء الصدقة (رقم: ١٠٣١) (٢/ ٧١٥).
(٢) هو نُفَيْع بنُ الحارث، وقيل: نُفَيْعُ بن مَسرُوح، أبو بكرة الثقفي الطائفي، مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- تدلى في حصار الطائف ببكرة، وفرَّ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأسلم على يده، وأعلمه أنه عبد، فأعتقه، وقد كُنِّيَ بأبي بكرة؛ لأنه تدلى من الحصن ببكرة فمن يومئذ كني بأبي بكرة. = =وفاته: قال ابن سعد: مات أبو بكرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة، فقيل: مات سنة إحدى وخمسين، وقيل: مات سنة اثنتين وخمسين، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي الصحابي.
السير (٣/ ٥). وأسد الغابة (٥/ ٣٨ و ١٥١)، والبداية والنهاية (٨/ ٥٧)، وشذرات الذهب (١/ ٥٨).

<<  <   >  >>