والعراقيل التي تواجه هذه الرسالة النبيلة السامية والغاية الغالية النفيسة والمهمة الجليلة الجسيمة، وتوضع في خطة كل دولة مسلمة ميزانية مالية ضخمة تليق بهذه المهمة التربوية العظيمة، وتحفز القائمين على هذا العمل الجلل تحفيزًا يليق بمكانة المسجد في الإسلام ومهمته ولا سيما فيما يتعلق بشأن الناشئة، فهم رجال الغد وأمل الأمة المنشود، وكذلك تحفيز الناشئة أنفسهم بالتشجيع المستمر والعطاء الدائم ماديًّا ومعنويًّا.
فالدول مثلًا تحفز الطب والأطباء وكل ما من شأنه يتعلق بالطب، من إنشاء لكليات الطب بجمع فروعه وأقسامه، وتوفر له أمهر الأساتذة من الداخل والخارج بأعلى الرواتب والحوافز المادية والمعنوية وتوفر الأجهزة والمعامل والمختبرات وكل الإمكانات المادية والبشرية، ولا يلتحق بكليات الطب إلا أفضل الطلاب والحاصلين على أعلى الدرجات، وبمجرد تخرجه يحصل على مكانة اجتماعية مرموقة، من أعلى الرواتب والحوافز المادية والمعنوية، علاوة على ما يحصل عليه من لقب طبيب (دكتور)، وهذا كله لا نكارة فيه، وذلك لأن موضوع الطب هو جسم الإنسان وصحته، وهذا لا ينكره عاقل، مدى حاجة البشرية الضرورية لهذا الشأن العظيم، وشريعة الإسلام الغراء لم تغفل هذا الجانب؛ بل أولته عناية كبيرة لا تخفى على ذي لب، فهو يندرج تحت حفظ النفس التي أمرت الشريعة بحفظها، وتعلمه من فروض الكفايات، لكن هذا للأبدان الفانية، فماذا للقلوب والأرواح الغالية؟.
- من هنا يتبين لنا أهمية: ما يجب أن تُوليه الأمة المسلمة العناية الكبرى والأهمية العظمى من جانب العناية بالمساجد والعناية برأس مالها وأملها