للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التربية بمفهومها الشامل هي العملية التي يشترك في إحداثها وتفاعلاتها مؤسسات المجتمع ومنظماته المختلفة، والتي من بينها وأهمها (الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام).

قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣)} [الحجر: ٩٢، ٩٣]، وقال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)} [الصافات: ٢٤].

فكل عمل أنت مكلف به شرعًا أو التزمت بالقيام به وكان فيه مصلحة لك أو لغيرك فهو مسؤولية ينبغي عليك القيام بها على أحسن حال؛ فالمسؤولية فردية؛ لأن التكليف فردي والحساب كذلك يوم القيامة، قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (٩٥)} [مريم: ٩٣ - ٩٥].

وأخيرًا ليتم التوثيق والارتباط بين روافد التربية يجب مراعاة ما يلي:

أولًاـ وجوب اهتمام الأسرة بأبنائها ورعايتهم من جميع النواحي لأن البيت هو الأساس في عملية التربية، وأنه هو المصدر الأساسي لإمداد الطفل بالقيم وتزويده بالصفات الحميدة والأخلاق الصالحة الرشيدة، فعلى الوالدين الاهتمام بأبنائهم ومتابعتهم في البيت والمدرسة وربطهم بالمسجد منذ نعومة أظفارهم وتشجيعهم على أداء الصلاة فيه جماعة، وكذلك تحفيزهم على حفظ كتاب الله تعالى، وارتباطهم بالأنشطة المقامة فيه، كما أن المدرسة ذات دور مؤثر وفعال في التربية، حيث إن الناشئة يعايشون معلميهم وأقرانهم فترة طويلة، فيجب على الأسرة اختيار المدارس الطيبة والمحاضن الصالحة الآمنة لأبنائهم

<<  <   >  >>