الفرض المتعين، واخترمتهم المنايا قبل الفراغ والتخلي لما فعله التابعون لهم والمقتدون بهم فتعبو لراحة من بعدهم.
[دور الخلف في تدوين وشرح الحديث]
جاء الخلف الصالح فأحبوا أن يظهروا تلك الفضيلة، ويشيعوا تلك العلوم التي أفنوا أعمارهم في جمعها، إما بإبداع ترتيب، أو بزيادة تهذيب، أو اختصار وتقريب، أو استنباط حكم، وشرح غريب، فمن هؤلاء المتأخرين من جمع بين كتب الأولين بنوع من التصرف والاختصار كمن جمع بين كتابي البخاري ومسلم مثل أبي بكر أحمد ابن محمد البرقاني، وأبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي، وأبي عبد اللَّه محمد الحميدي.
فإنهم رتبوا على المسانيد دون الأبواب. . وتلاهم أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري فجمع بين كتب البخاري، ومسلم، والموطأ لمالك، وجامع الترمذي، وسنن أبي داود، والنسائي. ورتب على الأبواب إلا أن هؤلاء أودعوا متون الحديث عارية من الشرح.
وكان كتاب رزين أكبرها وأعمها حيث حوى هذه الكتب الستة هي أم كتب الحديث، وأشهرها. وبأحاديثها أخذ العلماء واستدل الفقهاء، وأثبتوا الأحكام، ومصنفوها أشهر علماء الحديث وأكثرهم حفظًا، وإليهم المنتهى.