للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التصنيف على ذكر الأحكام]

٤ - ومنهم: من أضاف إلى هذا الاختيار ذكر الأحكام، وآراء الفقهاء مثل أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي في "معالم السنن"، و"إعلام السنن". . . وغيره من العلماء.

[التصنيف على الغريب]

٥ - ومنهم: من قصد ذكر الغريب دون متن الحديث، واستخرج الكلمات الغريبة، ودونها، ورتبها، وشرحها كما فعل أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي، وغيره من العلماء.

[التصنيف في الترغيب والترهيب والأحكام الشرعية]

٦ - ومنهم: من قصد إلى استخراج أحاديث ترغيبًا وترهيبًا، وأحاديث تتضمن أحكامًا شرعية غير جامعة فدونها، وأخرج متونها وحدها كما فعل أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في المصابيح. . . . وغير هؤلاء.

[لماذا لم يكن عملهم على أكمل وضع؟]

ولما كان أولئك الأعلام السابقون فيه لم يأت صنيعهم على أكمل الأوضاع، فإن غرضهم كان أولًا حفظ الحديث مطلقًا، وإثباته، ورفع الكذب عنه، والنظر في طرقه، وحفظ رجاله، وتزكيتهم، واعتبار أحوالهم، والتفتيش عن دخائل أمورهم حتى قدحوا وجرحوا وعدلوا، وأخذوا وتركوا هذا بعد الاحتياط والضبط والتدبر فكان هذا مقصدهم الأكبر وغرضهم الأوفى، ولم يتسع الزمان لهم والعمر لأكثر من هذا الغرض الأعم، والمهم الأعظم.

ولا رأوا في أيامهم أن يشتغلوا بغيره من لوازم هذا الفن التي هي كالتوابع، بل لا يجوز لهم ذلك، فإن الواجب أولًا إثبات الذات، ثم ترتيب الصفات.

والأصل إنما هو عين الحديث، ثم ترتيبه، وتحسين وضعه، ففعلوا ما هو

<<  <  ج: ص:  >  >>