للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال عنه علي بن جعفر بن خالد: كنا نختلف إلى أبي نعيم نكتب عنه فكان يأخذ منا الدراهم الصحاح، فإذا كان معنا دراهم مكسرة يأخذ عليها صيرفًا (١).

٣ - وعلي بن عبد العزيز البغوي (٢)، أبو الحسن: شيخ الحرم ممن ترخص في أخذ الأجر للشيخ عن تحديثه.

قال عنه الدارقطني: ثقة مأمون. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. وأما النسائي فمقته لكونه كان يأخذ على الحديث.

قال ابن السني: بلغني أنه كان إذا عوتب على ذلك قال: يا قوم أنا بين الأخشبين، وإذا ذهب الحاج نادى أبو قبيس قعيقعان يقول: من بقي؟. فيقول المجاورون، فيقول: أطبق. مات سنة ٢٠٨ هـ.

[الفريق الثاني: وهم الرافضون لأخذ الأجر على التحديث]

وهذا الفريق تأثر تاثيرًا مباشرًا بمن منع أخذ الأجر على تحفيظ القرآن الكريم.

قال محمد بن الحسين: ". . . فأما من قرأ القرآن للدنيا أو لأبناء الدنيا، فإن من أخلاقه أن يكون حافظًا لحروف القرآن مضيعًا لحدوده متعظمًا في نفسه متكبرًا على غيره قد اتخذ القرآن بضاعته، يتأكل به الأغنياء، ويستقضي به الحوائج، يعظم أبناء الدنيا، ويحقر الفقراء، إن علّم الغني رفق به طمعًا في دنياه، وإن علم الفقير زجره وعنفه لأنه لا دنيا له يطمع فيها يستخدم به الفقراء، وينبه به على الأغنياء، وإن كان حسن الصوت أحب أن يقرأ للملوك، ويصلي بهم طمعًا في دنياهم، وإن سأله الفقراء الصلاة بهم ثقل ذلك عليه لقلة الدنيا في أيديهم، إنما طلبه الدنيا حيث كانت ربض عندها يفخر على الناس بالقرآن، ويحتج على من دونه في الحفظ بفضل ما معه من القرآن وزيادة المعرفة بالغرائب من القرآن التي لو عقل لعلم أنه يجب عليه أن لا يقرأ بها فتراه تائهًا متكبرًا، كثير الكلام بغير تمييز، يعيب كل من لم يحفظ كحفظه، ومن علم أنه يحفظ كحفظه طلب عيبه، متكبرًا في جلسته، متعاظمًا في تعليمه لغيره، ليس للخشوع في قلبه موضع، كثير الضحك، والخوض فيما لا يعنيه،


(١) فتح المغيث (١/ ٣٢٣).
(٢) تدريب الراوي (١/ ٣٣٧) وانظر ترجمته: تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٢٢)، ميزان الاعتدال (٣/ ١٤٣)، طبقات الحفاظ (ص ٢٧٤) ترجمة رقم ٦٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>