للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في طلب الحديث.

قال يحيى بن معين: أربعة لا تؤنس منهم رشدًا: حارس الدرب، ومنادي القاضي، وابن المحدث، ولا يرحل في طلب الحديث (١).

٤ - أهمية الرحلة في طلب الحديث:

وقال الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (٢): ما رواه عن يزيد بن هارون يقول: قلت لحماد بن زيد: يا أبا إسماعيل: هل ذكر اللَّه ﷿ أصحاب الحديث في القرآن؟ فقال: بلى. ألم تسمع إلى قوله: ﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ﴾ (٣) فهذا في كل من رحل في طلب العلم.

وروي عن أحمد بن حنبل قال: سمعت عبد الرزاق يقول في قوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (٤) قال: هم أصحاب الحديث.

وقال إبراهيم بن أدهم: إن اللَّه تعالى يدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث.

[المدن التي رحل إليها ابن الأعرابي]

رحل ابن الأعرابي -رحمة اللَّه تعالى عليه- إلى معظم حواضر العالم الإسلامي آنذاك، والتي كانت تمثل مراكز للإشعاع الديني، وجامعة من جامعات العلم، بل وحصنًا من حصون الدفاع عن العقيدة، ولذا نراه عدد من الراكز التي انتقل إليها وهي:

بغداد، والكوفة، وسجستان، والرقة، والجزيرة بالعراق، والشام انتقل فيها بين: الرقة، وحلب، وقيسارية، والرملة، وأيلة، وأنطاكية، ودمشق، ومصر، ومكة.

وهؤلاء هم الذين سمعهم في المدن السابقة والبلدان:


(١) مقدمة ابن الصلاح (٣٦٩)، الجامع للرازي (٢/ ٢٢٥).
(٢) شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي.
(٣) و (٤) التوبة (١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>