للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العاملين هو حب اللَّه ﷿ أولًا، ثم حب رسول اللَّه ، قال اللَّه تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ (١).

٢ - الرغبة في سماع حديث من أحاديث رسول اللَّه لم يسمعها.

٣ - الرغبة في طلب العلو في الإسناد: هذا العامل كان موجودًا عند التابعين من طلاب الحديث، قال أبو علي الجياني: خصّ اللَّه تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعرفها من قبلها: الإسناد، والأنساب، والإعراب.

ومن أدلة ذلك ما رواه الحاكم وغيره عن مطر الوراق في قوله تعالى: ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾ (٢) قال: إسناد الحديث، وسنة بالغة مؤكدة، قال ابن المبارك: الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. أخرجه مسلم.

وقال سفيان بن عيينة: حدث الزهري يومًا بحديث، فقلت: هاته بلا إسناد، فقال الزهري: أترقى السطح بلا سلم.

وقال الثوري: الإسناد سلاح المؤمن، وطلب العلو فيه سنة، وقال أحمد بن حنبل: طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف؛ لأن أصحاب عبد اللَّه كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر، ويسمعون منه.

وقال محمد بن أسلم الطوسي: قرب الإسناد قرب -أو قربة- إلى اللَّه، ولهذا استحبت الرحلة. قال الحاكم: ويحتج له بحديث أنس في الرجل الذي أتى النبي وقال: أتانا رسولك فزعم كذا. . . الحديث رواه مسلم.

قال: ولو كان طلب العلو في الإسناد غير مستحب لأنكر عليه سؤاله لذلك، ولأمره بالاقتصار على ما أخبره الرسول عنه (٣).

ولهذا حذر الأئمة من التجافي عن البعد في الأسانيد العالية، وعدم الانتقال والارتحال


(١) سورة آل عمران: الآية (٣١).
(٢) سورة الأحقاف: الآية (٤).
(٣) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (٢/ ١٦٠، ١٦١). للحافظ جلال الدين السيوطي. طبع دار الكتب العلمية بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>