(*) وقال: هذا حديث شاهد صحيح غريب من رواية المصريين عن المدنيين لم يكتبه عاليًا إلَّا عنه، وقد خالف الحجاج بن أرطأه الثقات في هذا الحديث عن المنهال بن عمر، وقال في الذي قبله: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. (١) "لم يكذب إبراهيم": قال المازري: أما الكذب فيما طريقة البلاغ عن الله تعالى، فالأنبياء معصومون منه. سواء كثيرة وقليلة. وأما ما لا يتعلق بالبلاغ ويعدّ من الصغائر، كالكذبة الواحدة في حقير من أمور الدنيا، ففي إمكان وقوعه منهم وعصمتهم منه القولان المشهوران للسلف والخلف. قال القاضي عياض: الصحيح أن الكذب فيما يتعلق بالبلاغ لا يتصور وقوعه منهم. سواء جوزنا وقوع الصغائر منهم أم لا. سواء قلّ الكذب أم كثر. لأن منصب النبوة يرتفع عنه وتجويزه يرفع الوثوق بأقوالهم. (٢) اثنتان في ذات الله: معناه أن الكذبات إنَّما هي بالنسبة إلى فهم المخاطب والسامع. وأما في نفس الأمر ليست كذبًا مذمومًا. لوجهين. أحدهما: أنه ورّى بهما. فقال في سارة: أختي في الإسلام. وهو صحيح في باطن الأمر. والوجه الثانى: أنه لو كان كذبًا، لا توريه فيه. لكان جائزًا في دفع الظالمين فنبه النبي ﷺ على أن هذه الكذبات ليست داخلة في مطلق الكذب المذموم. (٣) في صحيح مسلم: "فإن سألك فأخبريه أنك أختى فإنك أختى في الإسلام فإني لا أعلم في الأرض مسلمًا غيري وغيرك" هكذا قال سيدنا رسول الله ﷺ عن جده إبراهيم ﵇. وفيه إضافة للمعنى. وتحرير للعبارة (المحقق). (٤) الحديث: صحيح. بمتابعاته. أخرجه البخاري (٦/ ٣٨٨)، ٦٠ - كتاب: الأنبياء. ٨ - باب: قول الله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ رقم (٣٣٥٨). مسلم (٤/ ١٨٤٠)، كتاب: الفضائل. ٤١ - باب: من فضائل إبراهيم الخليل ﷺ رقم ١٥٤ - (٢٣٧١)، أبو داود (٢/ ٦٥٩، ٦٦٠)، ٧ - كتاب: الطلاق. =