للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٩ - حدثنا محمد بن صالح، حدثنا عَارم (١)، حدثنا الصعق ابن حَزْن، عن الحسن (٢)، عن قيس بن عاصم قال: "أتيت النبي فقلت: يا رسولَ الله ما المال الذي لَيْسَ فيه تَبعةٌ (٣) مِنْ طَالب ولا ضَيْفٍ؟ فَقَالَ النبي : "نَعْمَ الْمَالُ أرْبَعُونَ والأكثر سِتُّونَ وويلٌ لأصحاب الماتئين إلا مَن -يعني- أعطى الكريمة. ومنح الغزيرة. ونحر السَّمينة وأكل وأطعم القانع والمعتر". قلت: يا رسول الله: ما أكرم هذه الأخلاق إنه لا يحل بوادي الذي أنا فيه من كثرة نعمى، فقال رسول الله : "كيف تصنع في المنيحة" فقال: إني أمنح المائة، قال: "فكيف تصنع في الطروقة" قال: يغدو الناس بجمالهم ولا يوزع رجل عن جمل بخطمه فيمسكه ما بدا له حتى يكون هو برده فقال رسول الله : "مالك أحب إليك أو مال مواليك فقلت: لا، بل مالي، قال: "فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت، أو أعطيت فأمضيت، وسائره لمواليك". قلت: لا جرم لئن رجعت إليهن لأقللن عددها قال: فلما حضره الموت جمع بنيه فقال: يا بني خذوا عني، فإنكم إن تأخذوا عن أحد هو أنصح لكم مني، لا تنوحوا علي، فإن رسول الله لم ينح عليه، وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها، وسودوا أكابركم، لا يزال لأبيكم فيكم خليفة، وإذا سودتم أصاغركم هان أكابركم على الناس وزهدوا فيكم، وأصلحوا معيشتكم فإن فيه غنى عن طلب إلى الناس. وإياكم والمسألة فإنها آخِرُ كسب المرء. وإذَا دَفْنتُموني فَعمُّوا قَبري فَإنَّهُ كَانَ بَيْني وبَيْن هَذا الحَي مِنْ بَكْر بن وائل خَمَاشات فلا آمن سفيهًا مِنهم أن يأتي أمرًا يَدْخُلُ عَلَيْكُم مِنهُ عَيْبَة في دينكم. قال أبو النعمان عارم: قيل للصعِق: سمعته من الحسن؟ قال: لا، يونس بن عُبيد عنَ الحسن قيل: سمعته من يونس؟ قال: لا، حدثنا القاسم بن المطيب عن يونس عن الحسن عن قيس ابن عاصم" (٤).


= (٤/ ٢٤٤)، رقم (١٨٣٨)، ترجمة مسور بن الصلت أبو الحسن المديني. قال عنه العقيلي: كان يحدث بأحاديث الشيعة، ضعيف. ولا يتابعه إلَّا من هو نحوه. وبنحوه أبو داود (٢٣٠٥)، والترمذي (٦٨٤)، وأحمد في المسند (٣٧٧٦، ٣٨٤٠، ٣٨٧١، ٤٢٠٩، ٤٣٠٠).
(١) اسمه محمد بن الفضل.
(٢) الحسن البصرى.
(٣) التبعة. ما يتبع المال من نوائب الحقوق. النهاية لابن الأثير (١/ ١٧٩).
(٤) عزاه الهيثمي، للبزار مرسلاً، وقال: وقد رواه باختصار كثير متصلاً، وهو مذكور في مناقبه. مجمع الزوائد (١٠/ ٢٤٢)، كتاب: الزهد. باب: في الإنفاق والإمساك، والطبري في تهذيب الآثار (١/ ٢٦٩)، رقم (٤٤٨)، وفي إسناده يزيد بن زياد أو أبي زياد المديني، قال النَّسَائِيّ: متروك، والبزار (٢/ ٣٧ كشف الأستار)، رقم (٣٦٦٣). والطبراني (١٨/ ٣٣٩، ٣٤٠)، رقم (٧٨٠)، وذكره الحافظ =

<<  <  ج: ص:  >  >>