للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسبق أن ذكرنا قول ابن حجر العسقلاني عن ابن الأعرابي: أنه له أوهام (١).

وأرجح أن قول ابن حجر أخذه من كلام الحافظ الدارقطني، فالحافظ الدارقطني أطلق هذا الحكم عن ابن الأعرابي من حديثين هما:

الحديث الأول: ما رواه الدارقطني في كتابه "غرائب حديث مالك" قال: كتب إلي أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع بن عمر أن رسول اللَّه كان يقول: "لا ومقلب القلوب". قال الدارقطني: هذا غير محفوظ عن نافع.

وهذا الحديث رواه البخاري، والترمذي، والنسائي، والدارمي، وأحمد، وابن أبي عاصم، والبيهقي، وأبو نعيم، وابن ماجة.

الحديث الثاني: قال الدارقطني: أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي في كتابه إلي بخطه:

ثنا الحسين بن المثنى، ثنا عبد اللَّه بن جعفر البرمكي، ثنا معن، ثنا مالك، عن سمي، عن أنس قال: "سافرنا مع رسول اللَّه في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم".

قال الدارقطني: "هذا وهم قبيح، ولا يصح عن سمي، عن أنس شيء، والوهم فيه من شيخنا واللَّه أعلم" (٢).

وهذا الحديث أخرجه مالك، والبخاري، والبيهقي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"، والبغوي في "شرح السنة"، ومسلم، وأبو داود، وابن أبي شيبة.

إذن هذا الوهم الذي اعترى ابن الأعرابي هل كان غفلة منه أو غلط أو سهو، ولعلنا لا نميل إلا إلى المعنى الثالث بدليل كم حديث استطاع الدارقطني أن يستدركها على شيخنا، الواضح والثابت من البحث العلمي أنهما حديثان فهل نلصق صفة الوهم على الشيخ من أجل حديثين حدث له سهو في تغيير الأسانيد أرى أننا إذا ذكرنا أنه وهم لابد أن نقول أنه لم يوهم


(١) لسان الميزان (١/ ٣٠٨).
(٢) لسان الميزان (١/ ٣٠٨ - ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>