للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[*]: التصانيف الني سارت كسير الشمس، ودارت الدنيا، فما جحد فضلها إلا الذي يتخبطه الشيطان من المس، بعذوبة لفظٍ أحلى من الشهد بلا نحلة، وحلاوة تصانيف، فكأنما عناها البحتري بقوله:

وإذا دجت أقلامه ثم انتحت … برقت مصابيح الدُّجى في كُتْبِهِ

باللفظ يقرُبُ فهمُهُ في بُعده … فُتيا ويبعد نيلُه في قربه

فالروض مختلف بحمرة نوره … وبياض زهرته وخضرة عُشبه

وكأنها والسمع معقود بها … شخص الحبيب بدا لعين محبِّه (١)

وأبو إسحاق الشيرازي سأله أبو الحسين بن النقور أفتاه بجراز أخذ الأجرة على التحديث لأن أصحاب الحديث كانوا يمنعونه ونفقه عياله (٢).

إن أسباب منع أخذ الأجرة عند من منع أن الرغبة في تنزيه الراوي عن سوء الظن به، إذ يحكي أن بعض الآخذين للأجرة وجد عندهم تزيد.

وكيف نستبعد أخذ الأجر على التحديث وقد رأينا فقهاء الإسلام يقررون في أحكام الزكاة أن يعطى منها المتفرغ للعلم على حين يحرم منها المتفرغ للعبادة، ذلك أن العبادة في الإسلام لا تحتاج لتفرغ كما يحتاج العلم، والتخصص فيه، كما أن عبادة المتعبد لنفسه، أما علم المتعلم فله ولسائر الناس (٣).

ولم يكتف الإسلام بذلك بل قال فقهاؤه: يجوز للفقير الأخذ من الزكاة لشراء كتب يحتاجها من كتب العلم التي لابد منها لمصلحة دينه ودنياه. (٤).


(١) طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٤/ ٣١٥).
(٢) فتح المغيث (١/ ٣٢٦).
(٣) المجموع (٦/ ١٩٠)، ومشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام (ص ١٥٣) طبع مكتبة وهبة. القاهرة.
(٤) الإنصاف في الفقه الحنبلي (٣/ ١٦٥، ٢١٨) مشكلة الفقر (ص ١٠٣).

[*] تعليق الشاملة: كأنه سقط من المطبوع هنا عبارة: «قال ابن السبكي» أو نحوها

<<  <  ج: ص:  >  >>