وأشهر ورأيت هُشيم بن بَشِير وأنا غلام قد خرج من عند أبي تغدّي عنده فرأيته راكبًا على حِمار وقد حَف به جيراننا ومعلمنا كبير اللحية مخضوبة في وجهه أثر الجدري كبير الأنف أسمر وكان سِنه في هذه السنة خمس وتسعين سِنة وسمعنا منه هذا الكلام يوم الأربعاء لاثنين وعشرين ليلةَ بقين من جمادى الآخرة سنة خمس وستين وقد انصرفت من مجلس عباس الدوري.
والحمد أولًا وآخرًا وصلى الله على محمد وآله وسلم
سمعت بقراءة علي بن بقاء الوراق وعبد الوهاب بن علي السيرافي وأبو منصور أخوه وعبد الله بن عبيد الله بن عبيد الله بن مقاتل في سنة ثلاث عشرة وأربع مائة.
ثم جاء هذا التعليق بذيل الورقة بغير قلم الناسخ:
قال الله ﷿ لموسى ﵇:
﴿اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى﴾
قال بعض المفسرين: كانت من جلد غير ذكي.
قال الزبيري: ليس كما قال: بل أعلمه الله حق المقام الشريف والمدخل الكريم. ألا ترى أن الناس إذا دخلوا على الملوك ينزعون نعالهم خارجًا.
قال سلام بن مسكين: ما رأيت الحسن إلّا في رجليه النعل رأيته على فراشه وهي في رجليه وفي مسجده وهو يصلي بهما.
قال الحسن: ما أعجب قومًا يروون أن رسول الله ﵇ صلى في نعليه. فلما انتعل في الصلاة وطئ على كذا وكذا وأشار إلى هذا الحديث.