للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لعائشة ما قالوا من الإفك قالت عائشة: خطب رسول الله على المنبر فذكر الذي قالوا، فوالله ما شعرت به، فخرجت أنا وأم مسطح وهما يريدان المذهب وعثرت أم مسطح فقالت: تَعِسَ مسطح. فقالت عائشة: غفر الله لكِ تقولين هذا لابنكِ ولصاحب رسول الله . قالت: أما شعرت بما كان؟. قالت: وما الذي كان؟. قالت: أشهد أنك من الغافلات المؤمنات. قالت: فذهب ما كنت خرجت له ورجعت إلى أبي بكر وأم رُمان فقلت: ما أحسنتما ولا اتقيتم الله فيّ. تحدث الناس بما تحدثوا به وقال رسول الله الذي قال، ولم أشعر فأخبر رسول الله بعذري؟. فقالت أمي: أي بُنَيَّة، لا قَلّ ما أحب رجل امرأته قط إلا قال الناس لها نحو الذي قالوا. وقال أبي: أي بنية ارجعي إلى بيتك حتى نأتيك فيه. فرجعت وأخذتني صَالبٌ من حمّى فجاء أبي وأم رمان فدخلا علي وجاء رسول الله فجلس على سرير تجاهي فقال أبي: أي بنية إن كنتِ صنعتِ مما قال الناس شيئًا فاستغفري الله وتوبي إليه وإن كنتِ بريئة مما قال الناس فأخبري رسولَ الله بعذرك. والتمست اسم يعقوب فوالله ما أقدر عليه فقلت: ما أجد لي ولكم إلا كأبي يوسف قال: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ (١). فقد كان رسولُ الله خطب فقال: "كيف ترون فيمن يؤذيني في أهلي ويجمع من يؤذيني فيهم في بيته". فقال سعد بن معاذ: أي رسول الله إن كان منا معشر الأوس جلدنا رأسه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا وأطعناك. وكان الذي تولى كبره والذي يجمعهم عبد الله بن أُبَيّ بن سلول. فقال سعد بن عبادة: أي سعد بن معاذ والله ما نصرت رسول الله أردت ولكنها كانت ضغائن وإحن ما في الجاهلية لم يحلل لنا من صدوركم. فقال سعد بن معاذ: الله أعلم ما أردت. فقال أسَيد بن حُضير: لا ولكنك تجادل عن المنافقين وتدفع عنهم. وكثر اللغط في المسجد ورسول الله جالس على المنبر وأومأ بيده إلى الناس ها هنا وها هنا حتى هدأ الصوت. فقالت عائشة: وشَخِصَ رسولُ الله إلى السقف. قال الله ﷿: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ (٢). قالت: فوالذي كرمه وأنزل عليه الكتاب ما زال


= تهذيب الكمال (٣/ ١٢٥٢)، الكاشف (٣/ ٨٤)، الجرح والتعديل (٨/ ١٣٨)، الخلاصة (٢/ ١٤٤)، إسعاف المبطأ (٢١٢)، لسان الميزان (٧/ ٣٧٠)، الطبقات الكبرى (٥/ ٦٠)، ثقات (٧/ ٣٧٦)، الضعفاء الكبير (٤/ ١٠٩)، اللآلئ المصنوعة (٢/ ٣٦٠)، المعين (٥٣٤)، الكامل (٦/ ٢٢٢٩)، المغني (٥٨٧٦)، نسيم الرياض (٤/ ٥٥٥)، الأنساب (١١/ ٢٤٢)، رجال الصحيحين (١٧٣٤)، التاريخ الكبير (١/ ١٩١)، الوافي بالوفيات (٤/ ٣٨٩)، سير أعلام النبلاء (٦/ ١٣٦)، تاريخ الإسلام (٧/ ١٢٧).
(١) سورة يوسف (١٨).
(٢) سورة المزمل (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>