النبي ﷺ يركب راحلته بذي الحليفة، الثاني في باب مهل أهل نجد، حديث ابن عمر: مهل أهل المدينة ذو الحليفة، الحديث الثالث في باب الطواف على غير وضوء، حديث عائشة: أن أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت، وفي الجهاد في باب الدرق حديث عائشة الذي تقدم في العيدين ذكر طرفا منه تعليقا، وفي المغازي في باب غزوة خيبر: حدثني أحمد حدثنا ابن وهب بحديث أنس فقدمنا خيبر فلما فتح الله الحصن ذكر له جمال صفية الحديث، وفي المغازي أيضا في باب غزوة مؤتة: حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب بحديث ابن عمر أنه وقف على جعفر فقال: فعددت به خمسين بين طعنة وضربة الحديث، وفي بدء الخلق في باب حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب بحديث زيد بن خالد أن أبا طلحة حدثه بحديث: لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة، وفي تفسير سورة الأحقاف حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب بحديث عائشة: ما رأيت رسول الله ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته الحديث.
وقد اختلف الحفاظ في تعيين أحمد هذا هل هو أحمد بن صالح الطبري أو أحمد بن عيسى التستري أو أحمد بن وهب ابن أخي ابن وهب، فقال أبو علي بن السكن أحد رواة الصحيح عن الفربري: هو في المواضع كلها أحمد بن صالح، وقال الحاكم أبو أحمد الكرابيسي: هو ابن أخي ابن وهب، وقال الحاكم أبو عبد الله: هو أحمد بن صالح أو أحمد بن عيسى، لا يخلو أن يكون واحدا منهما، ولم يحدث عن ابن أخي ابن وهب شيئا، ومن زعم أنه ابن أخي ابن وهب فقد وهم، والدليل على ذلك أن مشايخ البخاري الذين لم يخرج عنهم في الصحيح قد روى عنهم في بقية كتبه كأبي صالح، ولم نجد له رواية عن ابن أخي ابن وهب في شيء من تصانيفه، فإما أن يكون لم يكتب عنه شيئا، وإما أن يكون كتب عنه وتركه.
وقال أبو عبد الله بن منده: كل ما في الجامع أحمد عن ابن وهب فهو ابن صالح، وإذا حدث عن أحمد بن عيسى نسبه ولم يخرج عن ابن أخي ابن وهب شيئا، وقال الإسماعيلي في كثير من هذه المواضع بعد أن يخرجها من طريق أحمد ابن أخي ابن وهب: أحمد ابن أخي ابن وهب ليس من شرطه. قلت: واختلف رواة الجامع في تعيين بعض هذه المواضع، فأما الموضع الأول الذي في الصلاة فنسبه الوليد بن بكر العمري عن أبي علي محمد بن عمر الشبوي عن الفربري عن البخاري قال: حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب وأهمله الباقون، وأما الموضع الثاني فلم أره منسوبا في شيء من الروايات لكن جزم أبو نعيم في المستخرج بأنه ابن صالح وأخرجه من طريقه، وأما الموضع الذي في الجمعة فهو في باب من أين تؤتى الجمعة قال: حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب بحديث عائشة: كان الناس يتناوبون الجمعة من العوالي الحديث، هكذا في أكثر الروايات وفي رواية أبي زيد المروزي، أبي ذر عن مشايخه، وفي أصل أبي سعيد بن السمعاني الذي قرأ فيه على أبي الوقت، وكذا في رواية الوليد بن بكر عن أبي علي الشبوي حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب ولم ينبه أبو علي الجياني على هذا الموضع، وأما الموضع الذي في العيدين فهو في رواية أبي ذر في هذا الحديث حدثنا أحمد بن عيسى، وكذا هو في رواية الحافظ أبي القاسم ابن عساكر عن مشايخه، ووقع في رواية أبي علي الشبوي حدثنا أحمد بن صالح، وقد علق البخاري في الجهاد في باب الدرق عقب حديث إسماعيل عن ابن وهب طرفا من حديث أحمد هذا كما قدمنا واستخرجه الإسماعيلي وأبو نعيم من حديث الحسن بن سفيان عن أحمد بن عيسى والله أعلم، وأما الموضعان اللذان في الجنائز فقال أبو علي الشبوي في الأول منهما: حدثنا أحمد بن صالح، وقال في الثاني: حدثنا أحمد يعني ابن صالح، وأما المواضع الثلاثة التي في الحج ففي رواية أبي ذر حدثنا أحمد بن عيسى، ووافقه أبو علي الشبوي في الموضعين الأولين وخالفه في الثالث، فقال فيه: حدثنا أحمد بن صالح