للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في معني الشرك، والحر والعبد في هذا بمنْزلة واحدة" (٢).

٣ - أن الأدلة التي استُدل بِها للجواز يمكن الإجابة عنها كما تقدم، وأرجح هذه الأجوبة -والله تعالى أعلم- ما يلى:

- أما الآية وهى قوله تعالى عن يوسف: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} فالذي يترجح فيها هو ما ذهب إليه ابن العربي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما من أن هذا جائز في شرع يوسف -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومنهى عنه في شرعنا.

- وأما ما أجاب به الطحاوي وابن الأثير عن الآية وهو أن يوسف عليه السلام خاطبهم على المتعارف عندهم وعلى ما كانوا يسمونَهم به فإنه يشكل عليه قول الله تعالى عن يوسف عليه السلام: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} لأن أكثر المفسرين أرجعوا الضمير في قوله {رَبِّي} إلى سيده وهو العزيز (٣).

- وأما قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أشراط الساعة "حتى تلد الأمة ربَّها" فأرجح الأجوبة فيها -والله تعالى أعلم- ما ذهب إليه سليمان بن عبد الله من التفريق بين الدعاء والتسمية وبين الوصف فالأول محرم والثاني جائز وهو الذي يُحمل عليه الحديث.

- وأما الأجوبة الأخرى عن الحديث فضعيفة لأنَّها مبنية على رواية التأنيث - "ربتها" والحديث كما أنه ورد بالتأنيث فإنه قد ورد أيضًا بالتذكير "ربَّها".


(٢) أعلام الحديث (٢/ ١٢٧١). وانظر: المفهم (٥/ ٥٥٣)، مسلم بشرح النووي (١٥/ ٩). النهاية (٢/ ١٧٩). فتح الباري (٥/ ١٧٩).
(٣) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري (٧/ ١٨٢). الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٩/ ١٦٥). تفسير ابن كثير (٢/ ٧٣٢).

<<  <   >  >>