للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القول الرابع: ذكره الألوسى أيضًا فقال: "يحتمل أن يراد بالمصلين أناس معلومون، بناءً على أن تكون (أل) للعهد، وأن يراد بِهم الكاملون فيها .. وهم خير القرون، يؤيد ذلك قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في آخر الحديث "ولكن في التحريش بينهم" .. يقول الطيبى: لعل المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبر بما يكون بعده من التحريش الواقع بين صحبه رضوان الله عليهم أجمعين، أي: أيس أن يعبد فيها، ولكن يطمع في التحريش (٧) " (٨).

القول الخامس: ما ذهب إليه أبو العباس القرطبي من أن المعني: "أن المسلمين في جزيرة العرب ما أقاموا الصلاة فيها وأظهروها، لم يظهر فيها طائفة يرتدون عن الإسلام إلى عبادة الطواغيت والأوثان، فإذا تركوا الصلاة وذهب عنهم اسم المصلين فإذ ذلك يكونون شرار الخلق وهذا إنما يتم إذا قبض الله المؤمنين بالريح الباردة .. وحينئذٍ تضطرب أليات دوس حول ذي الخلصة وتُعبد اللات والعزى" (٩).

القول السادس: أنّ معني الحديث: أنّ الشيطان قد أيس أن يعبد هو نفسه كما هو ظاهر الحديث، لا أنّه أيس من أن يعبد غيره من المخلوقات كالأنبياء والملائكة والصالحين والأحجار والأشجار، ولم يزعم أحد أن الشيطان قد عبد هو نفسه كفاحًا مباشرة، وإنما أُطيع في عبادة بعض المخلوقات وأضيفت العبادة إليه لأنه هو الآمر بِها الداعي إليها (١٠).

* * *


(٧) انظر شرح الطيبي (١/ ٢٠٩).
(٨) نقل ذلك عنه صاحب دعاوي المناوئين (٢٢٤)
(٩) المفهم (٧/ ٣١٠).
(١٠) انظر الصراع بين الإسلام والوثنية لعبد الله بن علي القصيمي (٢/ ١٢٢).

<<  <   >  >>