للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن بطة: "وأجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين، أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه، وعلمه محيط بجميع خلقه" (١٤).

وقال أبو عمر الطلمنكي: "أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته" وقال أيضًا: "أجمع أهل السنة على أن الله على العرش على حقيقته لا على المجاز" (١٥).

وقال أبو عثمان الصابوني: "وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف رحمهم الله لم يختلفوا في أن الله تعالى على عرشه، وعرشه فوق سماواته" (١٦).

وقال ابن عبد البر معلقًا على حديث النُّزول: "فيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة" (١٧).

وقال سعد بن على الزنجاني: "وقد أجمع المسلمون على أن الله هو العلى الأعلى ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (١٨)، وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو، لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل، فثبت بذلك أن لله علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة، وجماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله جل ثناؤه من جهة الفوق في الدعاء والسؤال، فاتفاقهم بأجمعهم على الإشارة إلى الله سبحانه من جهة الفوق حجة، ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة


(١٤) المختار من الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية (١٣٦).
(١٥) انظر: درء التعارض (٦/ ٢٥٠)، اجتماع الجيوش (١٤٢) العلو للذهبى (٢٤٦).
(١٦) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (١٧٦).
(١٧) التمهيد (٧/ ١٢٩).
(١٨) سورة الأعلى. آية (١).

<<  <   >  >>