قال ابن القيم:"وإن عسر على فهمك اجتماع الأمرين فإنه يوضح ذلك معرفة إحاطة الرب وسعته وأنه أكبر من كل شىء وأن السموات السبع والأرضين في يده كخردلة في كف العبد، وأنه يقبض سمواته السبع بيده والأرضين باليد الأخرى ثم يهزهن، فمَن هذا شأنه كيف يعسر عليه الدنو ممن يريد الدنو منه وهو على عرشه، وهو يوجب لك فهم اسمه الظاهر والباطن وتعلم أن التفسير الذي فسر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- به هذين الاسمين هو تفسير الحق المطابق لكونه بكل شيء محيط وكونه فوق كل شىء"(٤٣).
بقي أن نعلم هل قرب الله تعالى الوارد في الكتاب والسنة:
- يكون بتقريب العبد إليه فكلما قرب منه العبد كان الله تعالى قريبًا منه بالضرورة كمن قرب إلى مكة فإنها تكون قريبة منه بالضرورة دون أن يلزم منها حركة.
- أم أن المراد بقرب الله تعالى: قربه بعلمه وقدرته وتدبيره من جميع خلقه.
- أم أن المراد بقربه تعالى: قربه بنفسه.
* أما الأول: فمحل إجماع بين أهل السنة بل هو قول كل من يثبت أن الله تعالى فوق العرش حتى من غير أهل السنة، قال الإمام الدارمي: "من آمن بأن الله فوق عرشه فوق سمواته علم يقينًا أن رأس الجبل أقرب إلى الله من أسفله، وأن السماء السابعة أقرب إلى عرش الله تعالى من السادسة، والسادسة أقرب إليه من الخامسة ثم كذلك إلى الأرض.
وقرب الله إلى جميع خلقه أقصاهم وأدناهم واحد لا يبعد عنه شىء من