للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤمنين رضى الله عنها قد سألت عن ذلك بعد الإسراء ولم يُثبِت لها الرؤية" (٣).

٢ - أن التصريح بالرؤية البصرية لم يثبت عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم بل قد نقل الدارمي إجماع الصحابة على أنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم ير ربه ليلة المعراج (٤)، وأما استثناء بعضهم لابن عباس رضي الله عنهما فقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: "ليس ذلك بخلاف في الحقيقة فإن ابن عباس لم يقل رآه بعيني رأسه" (٥).

وقال ابن كثير: "ومن روى عنه (٦) بالبصر فقد أغرب فإنه لا يصح في ذلك شىء عن الصحابة رضى الله عنهم" (٧).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل كما في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه".

وقد قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} (٨) ولو كان قد أراه نفسه بعينه لكان ذكر ذلك أولى.

وكذلك قوله: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ولو كان رآه بعينه لكان ذكر ذلك أولى.


(٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٣٩١).
(٤) انظر مجموع الفتاوى (٦/ ٥٠٧) شرح العقيدة الطحاوية (٢٢٤).
(٥) مجموع الفتاوى (٦/ ٥٠٧).
(٦) يعني ابن عباس رضي الله عنهما.
(٧) تفسير ابن كثير (٤/ ٣٨٧).
(٨) سورة الإسراء. آية (١).

<<  <   >  >>